Jumat, 30 November 2018

المبادئ والأسس في تطوير المنهج التربوي



المقدمة
المنهج هو عنصر أساسي من عناصر العملية التعليمية، إن لم يكن صلبها. والسبب في ذلك أنه يقدم تصورا شاملا لما يتبغي أن يقدم للطالب من معلومات، وما يجب أن يكتسبه من مهارات. وما يمكن أن ينمي لديه من قيم واتجاهات. كما أن المنهج يترجم بالفعل الأهداف العامه للتربية، ويقترح الخطوات التي تيسر للمجتمع أن يبني أفراده بالطريقة التي يريدها.
يصدق هذا الأمر على مختلف مجالات التربية وفروعها. فبمثل ما يصدق على تعليم الرياضيات فإنه يصدق على تعليم اللغات، كما يصدق على غيرها من مجالات.
ولقد اختلط مفهوم المنهج في أذهان الكثيرين. ولعل سبب ذلك تفاوت النظرة إلى أهداف التربية، واختلاف الظروف التي ظهرت فيها كل محاولة لتعريف المنهج. 

المبادئ الأول الإتصال. اتصال للمنهج نوعان، هما اتصال الخارج و اتصال الداخل. اتصال الخارج المقصود هو الأهداف والمحتوى و عملية التعلم لابد أن يتصل إلى ما طلب عليه واحتياج ونمو المجتمع. أعدّ المنهج الطلبة للحاية والعمل في المجتمع. أما المنهج لايعد الأطفال لحياة الحاضر فقط، ولكن للمستقبل أيضا. ولابد المنهج لديه اتصال الداخل يعني اتصال كل عناصر المنهج الأهداف والمحتوى وعملية التطبيق والتقويم، لأن هذا الإتصال سيهدي إلى تكامل المنهج.
المبادئ الثاني البراعة. حضّر المنهج الأطفال لحياة الحاضر والمستقبل، ولمكان الواحد ومكان الآخر، ولفرق شخصية الأطفال وكفائته. أحسن المنهج يعني المنهج الذي محتويا على اهتمام المادة الدراسية، ولكن في أدائه ممكن لاتفاق على المكان والكفاءة وشخصية الأطفال.
المبادئ الثالث الإستمرار. وهو تطوير وعملية التعلم للأطفال الذي يجري باستمرار، لاتقطع ولايتوقف. ولذلك الخبرات التعلم التي معده المنهج يلزم أن يتصل بين الفصل و فصل الآخر، ويستمر بين مرحلة تعليمية واحدة و مرحلة الآخر، ويستمر بين مرحلة تعليمية والعمل. إذن يستمر المنهج احتياج إلى عملية المشترك بين  المتطورين المنهج والمدرسة.
المبدأ الرابع فهو العَمَلي أو الواقعي، سهولة العمليةـ واستخدام الأداوات البسيطة والمكافأة الرخيصة. هذا المبدأ أيضا يقال بالمبدئي الفعالية.  ولو كان جمال وأمثلي المنهج الدراسي لو تتطلّب التفوقات والأداوات أو الآلات الخاصة والمكافأة غال. فالمنهج الدراسي ليس من العملي بل عمليته المضن. عملية المنهج الدراسي والتعليم دائما في القصَر، إما في الوقت المحدد، والمكافأة، والأداوة، والموظفين. ثم لازم على المنهج التربوي أن يكون عمليًّا وليس فقط مثاليا.
أما المبدأ الخامس فهو فعالية. و لو أن المنهج الدراسي لا بد منه رخيص و بصيط بل لنجاحه محتاج الى الإهتمام الكبير. النجاح من تنفيذ هذا المنهج الدراسي متعلق بالكمي و النوعي. و إن تطور المنهج الدراسي لا ينشق من التخطيط التربوي و ذلك هو الشرح منه. و أما التخطيط من مجال التربية هو جزء مشروح من معاريف الحكماء الدولية  فيه. و إن النجاح يأثر نجاح التربية.
مفهوم أسس المناهج
هي كافة المؤثرات والعوامل التي تتأثر بها عملية المنهج في مراحل التخطيط والتنفيذ. وهذه المؤثرات ولعوامل تعدّ المصادر الرئيسية للاأفكار التربوية التي تصلح أساسًا لبناء وتخطيط المنهج الصالح. ونقصد بالتخطيط عملية بناء المنهج وتصميمه، وأمّا التنفيذ فهو عملية تطبيق المنهج وتجريبه.
فالمنهج لابد أن يستند إلى فكر تربوي أو نظرية تربوية تأخذ بعين الاعتبار جميع العوامل التي تؤثر فى عملية وضعه وتنفيذه. وحتى تكون هذه النظرية متكاملة يتفرض فيهاأن تكون ذات أبعاد تشمل فلسفة المجتمع الذي نعيش فيه، وطبيعة المتعليم الذي نعدّه ونربيه، ونوع المعرفة التي نرغب في تزويذه بها.


أسس المناهج:
تسود ميدان المناهج ثلاثة اتجاهات رئيسية تتمثل الأسس التي يقوم عليها بناء المنهج وهذه الاتجاهات هي:
الأول: ويرى أن التلميذ أو المتعلم هو محور بناء المنهج. وهذا الاتجاه يجعل من المتعلم وقدراته وخبراته السابقة أساسًا لاختيار محتوى المنهج وتنظيمه وهذا الاتجاه يمثل الأساس النفسي للمنهج.
الثاني: ويرى أن المعرفة هي محور بناء المنهج.
وهذا الاتجاه يجعل من المعرفة الغاية التي لايماثلها شيئ فى الأهمية، حيث توجه كافة الجهود والامكانات لصب المعلومات في عقول التلاميذ بصورة تقليدية. وهذا  الاتجاه يمثل الأساس المعرفي للمنهج.
الثالث: ويرى أن المجتمع هو محور بناء المنهج
وهذا الاتجاه يركز على ما يريده المجتمع بكل حاجته وفلسفته، وثقافته... وهو يمثل الأساس الفلسفي والاجتماعي للمنهج.
1.   الأسس الفلسفية للمنهج
الأسس الفلسفية للمنهج الدراسي
يقوم كل منهج على فلسفة تربوية تنبثق عن فلسفة المجتمع وتتصل بها إتصالا وثيقا، وتعمل المدرسة على خدمة المجتمع عن طريقة صياغة مناهجها وطرف مناهجها وطرق تدريسها في ضوء فلسفة التربوية وفلسفة المجتمع معًا. ونقصد بفلسفة المجتمع: ذلك الجانب من ثقافة المجتمع المتعلقة بالمبادئ والأهداف المعتقدات التي توجه نشاط كل فرد وتمده بالقيم التي ينبغي أن يتخذها مرشدا لسلوكه في الحياة. وتهدف فلسفة المجتمع إلى تحقيق فهم أفضل لفكرة الحياة وتكوين المثل الشاملة حولها.
وتعرف فلسفة التربية بأنها تطبيق النظريات والأفكار الفلسفية المتصلة بالحياة في ميدان التربية وتنظيمها في منهج خاص من أجل تحقيق الأهداف التربوية المرغوب فيها. وظهرت هذه الفلسفة التربوية في ميدان التربية عدة مدارس فلسفية كان أساسها الخبرة التعليمية، الناتجة عن التفاعل بين التلميذ والبيئة التي يستطيع أن يستجيب إليها، ولهذا سيقتصر الحديث على مناقشة فلسفتين هما: الفلسفة الأساسية والفلسفة التقدمية.
(1)           الفلسفة الأساسية أو التقليدية
ترى هذه الفلسفة أن التربية هي عملية حفظ ونقل التراث الاجتماعي، وأن المجتمع يملك في أي مرحلة من مراحل تطوره تراثًا من المعرفة والمهارات والاتجاهات والقيم نتيجة لتراكم المعرفة عبر القرون. وتؤكد هذه الفلسفة على أهمية حصول الأطفال على أساسيات المعرفة لاعتقادها أن حصولهم عليها أكثر أهمية لهم من إرضاء دوافعهم أو إخصاب خبراتهم.
(2)           الفلسفة تقدمية
تتضمن هذه الفلسفة مدارس تربوية متعددة، بعضها يرى أن كلَّ شؤون التربية تدور حول الطفل، وأن واجب المدرسة هو اطلاق وتنمية مواهبه وقدراته. وبعضها يرى أن وظيفة التربية تدور حول مشكلات المجتمع، وتحسين مستوى المعيشة فيه. وبعضها يوازن بين حاجات الفرد وحاجات المجتمع. وتتفق المدارس التقدمية فيما بينهما على أنه ضرورة لوضع مناهج أساسية ثابتة مسبقا، وترى أنّ المناهج تنشأ وتنمو وتتطور في ضوء ميول وحاجات الأفراد أو في ضوء علاقاتهم بالمواقف المتعددة للحياة التي يعيشونها.
2.   الأسس المعرفية للمنهج
الذكاء من المميزات الأساسية للكائن الإنساني، والمعرفة هي نتائج هذا الذكاء، ولما كانت المعرقة أساسية في النمو الإنساني حيث لا نمو بدونها، فقد اعتبرت أحد أهداف التربية الرئيسة، كما اعتبرت أساسا هاما من الأسس التي يجب أن يراعيها المنهج الدراسي.
تتوقف طريقة التعليم والتعلم ومحتواهما ‘لى درجة كبيرة على ما يفهمه الفرد من ماهية المعرفة، ومن التعريفات التي ذكرت للمعرفة: أنها مجموعة المعاني والمعتقدات والأحكام والمفاهيم والتصورات الفكرية التي تتكون لدى الإنسان نتيجة لمحاولاته المتكررة لفهم الظواهر والأشياء المحيطة به. وتتفيوت المعرفة في طبيعتها فهي:
1.   معرفة مباشرة وغير مباشرة: فعندما نقول عن إنسان أنه يعرف أن المعان تتمدد بالحرارة، فإن ذلك يعني أن معرفته تمت عن خبرة مباشرة أي عن علم ودراية. أما حينما نقول عن إنسان أخر أنه يعرف عن تمدد المعان بالحرارة، فإن معرفته هذه تمت بواسطة وسائل أو طرق غير مباشرة مثل الكتاب المدرسي أو غيره، أي أن معرفته وصفية.
2.   المعرفة ذاتية وموضوعية: المعرفة هي نوع من العلاقة بين الإنسان العارف والشيء المعروف، وأن نوع المعرفة هو الذي يعكس طبيعة العارف والمعروف. وقد اختلف فلاسفة نظرية المعرفة حول ما إذا كانت تامعرفة ذاتية أما موضوعية فمنهم من قال إن المعرفة ذاتية، ومنهم من قال إنها موضوعية، والبعض الآخر قال إنها ذاتية وموضوعية، وهو القول الأرجح. فالمعرفة نسبية حتى في العلوم الطبيعية، إذ لا توجد هناك معرفة مطلقة..
المنهج ومصادر المعرفة:
1.   الحواس:
يستطيع الفرد أن يعرف العالم المحيط به من خلال حواسه، فالحواس هي مرشد أساسي نحو الحقيقة. والمعرفة التي تتم عن طريق الحواس هي معرفة أصيلة، لأن منافذ المعرفة على العالم الخارجي هي حواس الإنسان.
2.   العقل
وهو مصدر ثان من مصادر المعرفة، ويقصد به عملية التفكير التي يقوم بها الإنسان، وترتبط عملية التفكير ارتطابا وثيقا بالإدراك الحسي، لأن محتوى إدراك الإنسان يتوقف على العمليات العقلية مثل التوقعات والذاكرة.
3.   الحدس
الحدس ليس نوعا من الإدراك الحسي، فالمعرفة التي تتم عن طريقة الحدس هي معرفة ذاتية مباشرة ولا تأتي نتيجة تفكير منتظم، فالحدس شكل من أشكال التعلُّم الذاتي، لأن هذا يحدث مباشرة من الداخل دون وسيط.
4.   التقالد
وهي ما خلفه السلف من الأباء والأجداد من تراث ثقافي كاللغة والدين والأخلاق. وهذه المعرفة التي خلَّفها لنا الأباء والأجداد يتم استقبالها عن طريق العقل والهواس معا.
5.   الوجود
ونقصد بالوجود الخبرة الذاتية والعمل التي تتحقق بواسطتها المعرفة عند الإنسان. ومن واجب المنهج أن يهتم بالخبرات الذاتية للتلاميد، وبتوفير فرص التعلم بالعمل بشكل مناسب وواسع لهم.
6.   الوحي والإلهام
تفترض المعرفة عن طريق الوحي والإلهام وجود عالم الغيب، وتتم عن طريق وحي الله سبحانه وتعالى إلى أشخاص مختارين هم الأنبياء والرسل، فالإلهام يعد هبة خاصة من الله لمن يشاء من عباده.
3.   المنهج والواقع الثقافي للمجتمع:
من أول واجبات المدرسة تزويد التلاميذ بالقدر المناسب من ثقافة مجتمعهم الذي يعيشون فيه، ولابد بمعرفة العلاقة بين المنهج المدرسي وثقافة المجتمع من توضيح مفهوم الثقافة وما أصابه من تطور.
مفهوم الثقافة
اختلف المفكرون في تعريف الثقافة، فبعضهم يطلقها على الجانب الفكري من الحياة، والبعض الآخر يطلقها على الجانب المادي. أما رجال الاجتماع فيرون "أن الثقافة ذات مفهوم شامل"، فهي أساليب الحياة السائدة فى المجتمع سواء فى الجانب الفكري أو فى الجانب المادي أو يسمى بطريقة الحياة الكلية للمجتمع بجوانبها الفكرية والمادية.
وقد نتج عن هذا التطور في مفهوم الثقافة تغيُّر في مفهوم المنهج، فبعد أن كانت المناهج تتناول الجانب الفكري المعرفي من حياة المجتمع أصبحت تتناول جميع أوجه الحياة التي تؤثر فى الفرد والمجتمع.
المنهج وخصائص الثقافة
يحدد ميردوك Murdock  وهو أحد علماء الاجتماع خصائص الثقافة بسبع، وهذه الخصائص متداخلة وليست منفصلة وتتمثل فيما يلي:
1.   انسانية: أي خاصة بالانسان، فالإنسان هو المخلوق الوحيد القادر عل بناء ثقافة خاصة به. ومن واجب المنهج أن يهتم بتنمية الخصائص والصفات التي يتميز بها الإنساي كمخلوق مدرك وصاحب إرادة، ويتم ذلك بمساعدة التلاميذ على التفكير السليم، وعلى تنمية قدراتهم واستعداداتهم الخاصة.
2.   مكتسبة: أي أ، الثقافة سلوك يتعلمه الأفراد وينقلونه من جيل إلى جيل، فالإنسان لايبدأ ثقافته من العدم، وإنما يبنيها من النقطة التي انتهت اليها الأجيال السابقة، فمن واجب المنهج أن يحافظ على ثقافة الإنسان باختيار المواد الثقافية المناسبة.
3.   قابلة للانتقال : الإنسان وحده هو القادر على نقل ماتعلمه إلى الأجيال المعاصرة واللحقة سواء في مجتمع أو في غيره من المجتمعات، والانتقال الثقافي يساعط الإنسان على فهم أفكار السابقين بحيث لايضطر إلى البدء من جديد، ومن واجب المنهج أن يساعد على نقل الثقافة من الأجيال السابقة إلى الأجيال اللاحقة باختيار المناسب من التراث الثقافي.
4.   اجتماعية: تمتاز الثقافة بأنها عادات اجتماعية مشتركة بين أفراد جماعة معينة أو مجتمع معين ، وهي بذلك تضمن نوعا من التوافق والوحدة بين الأفراد. ومن الواجب المنهج أن يعزز المفاهم الثقافية ويبرز العادا الاجتماعية الصحيحة التي تشكل المعايير الاجتماعية لسلوك الأفراد والجماعات.
5.   مشبعة لحاجات الإنسان: فالثقافة تشبع حاجات الفرد البيولوجية والنفسية، وقصور الثقافة عن إشباع هذه الحاجات يؤدي إلى انحلالها والقضاء عليها. ومن واجب المنهج أن يلبي هذه الحاجات ويعمل على إشباعها.
6.   متطورة ومتغيرة: تمتاز الثقافة بأنها في نمو مستمر وتغير دائم، سواء في عمومياتها أو في خصوصياتها نتيجة للبدائل التي تدخلها لا سيّما إذا أثبتت هذه البدائل قدراتها على إشباع حاجات الأفراد.
وعلى المنهج أن يتطور ويتغير باستمرار ليساير تطور الثقافة ويلي حاجاتها.
7.   متكاملة: وتعني وجود قدر من التكامل والانسجام بين عناصر الثقافة المختلفة، بحيث إذا انعدم هذا التكامل سبب اضطرابًا للفرد وفقد المجتمع تماسكه. ومن واجب المنهج أن يكون متكامل في محتواه وعناصره حتى يحقق تكامل الثقافة
4.   أسس العلوم والتكنولوجيات
أساس العلم والتكنولوجيا، هذا الأساس يتعلق بالمواد التي ستلقى في المنهج الدراسي. هل أوصلت العملية التربوية المعلومة القديمة أو الجديدة؟، نحن نعلم أن التطور العلمي ينمو بشكل سريع، فهل المدرسة لديها قدرة لاتباع هذا التطور السريع للعلم من أجل إيصال المعلومات إلى التلاميذ، وأي علم أهم أن يستعيبه التلاميذ؟، أما التكنولوجيا، بجانب دوره كالمواد الدراسيىة في المنهج الدراسي، هو أيضا كدعامة لعملية التربية. فالطور السريع للتكنولوجيا يدعم جدارة العملية التربوية ويسهل الأساتيذ والمدرسون في إيصال المعلومات إلى تلاميذهم، خاصة باستخدام الأداوات المساعدة مثل: الكمبيوتر، المدياع، التلفاس، المسجل (ألة التشجيل)، والأفلام.[1]




[1] Oemar Humalik, Manajemen Pengembanga Kurikulum, (Bandung: Remaja Rosdakarya, 2006), P. 101

Tidak ada komentar:

Posting Komentar

Pemaknaan Kebengkokan Wanita sebagaimana Tulang Rusuk

Terkadang kita selalu mendengar, ada istilah bahwa “wanita itu bengkok” seperti tulang rusuk. Tentu mungkin ada yang bertanya-tanya maksud...