الإعلا والإبدال (علم الصرف 2)

تعريف الإعلال:

الإعلال هو تغيير يحدث فى أحد أحرف العلة الثلاثة ( الألف، والواو، والياء) أو فى الهمزة وما يلحق بها، مثل: قَوَلَ إلى قَالَ هذا يسمى بقلب الواو ألفًا، وتغيير بَايِعٌ إلى بَائِعٌ بقلب الياء هموة، وتغيير أأْمن إلى امَنَ بقلب همزة إلثانية ألفًا[1].

والإعلال جزء من الإبدال، فكلّ إعلال إبدال وليس العكس[2].                

ويرى شارح الشافية أنه لايقال لتغيير الهمزة بأحد الثلاثة: إعلال، بل يقال : إنه تخفيف.

صورالإعلال ثلاث، وهي:

أ‌.        قلب أحد أحرف العلة أوالهمزة حرفًا اخر من هذه الأحرف، ويسمى هذا إعلال بالقلب، مثل: دَعَاءٌ (أصلها دعَاوٌ) فقلبت الواو همزة، ورَضِيَ (أصلها رَضِوَ) فقلبت الواو ياء، ومَائِلٌ (أصلها مَايِلٌ) فقلبت الياء همزة، وصَامَ (أصلها صَوَمَ) فقلبت الواو ألفًا[3].

·       قواعد القلب:

أ‌.       قلب الواو والياء الفا:

تبدل الواو والياء الفا اذا تَحرّكَتا ما قبلهما مفتوحا نحو: قال من (قَوَلَ).

ويشترط لتحقيق هذا القلب ما يلي:

1.   ان تكون حركة الواو والياء اصلا.

2.   ان تكون فتحة ما قبلهما متصلة فى كلتيهما.

3.   ان يكون ما بعدهما متحركة ان كانتا عينين.

4.   الا يقع بعدهما الف ولا ياء مشددة ان كانتا لامين.

5.   الا تقعا عينًا للفعل على وزن (فَعَلَ)-بكسر العين- او مصدره.

ب. قلب الواو ياء:

تبدل الواو ياء فى المواضع التالية:

1.   اذا وقعت متواسطة ساكنة بعد كسرة. ميزانٌ ومِيقَاتٌ اصلهما: مِوْزَانٌ ومِوْقَاتٌ.

2.   اذا اجتمعت هي والياء فى كلمة واحدة وكانت سابقة منهما ساكنة، نحو: سيدٌ ورَيَّانٌ ،اصلهما سَوْيِدٌ ورَوْيَانٌ.

3.   اذا وقعت متطرفة بعد كسرة، نحر :رَضِيَ وقَوِيَ، اصلهما: رَضِوَ وقَوِوَ.

4.   اذا وقعت عينا اثر كسرة فى فعل مبني للمجهول، نحو: يُقيْمُ اصلها يَقُوْمُ

ج. قلب الياء واوًا:

تبدل الياء واوا فى المواضع التالية:

1.   اذا وقعت ساكنة بعد ضمة، نحو: مُيقِنٌ ومُيسِرٌ.

2.   اذا وقعت لاما لوزن (فَعْلَى) اسما، نحو: تَقْوَى وفَتْوَى.

د. قلب الواو والياء تاء:

تبدل الواو والياء تاء اذا وقعتا فاء لوزن (اِفْتَعَلَ) وفروعه، نحو: اتَّعَدَ واِتَّصَلَ و اِتَّسَرَ اصلها: اوْتَعَدَ، اوْتَصلَ ايْتَسَرَ[4].

ب‌. تسكين حرف العلة بعد نقل حركته إلى الساكن الصحيح قبله، مثل: يقُومُ (أصلها يَقْوُمُ) لأن هذا الفعل من باب نصر، فنقلت ضمة الواو إلى القاف الساكنة قبلها وسكنت الواو، فنقلت كسرة الياء إلى الزاي الساكنة قبلها، وسكنة الياء، ويسمى هذا إعلال بالتسكين والنقل[5].

مواضع النقل: يأتى الإعلال بالنقل فى المواضع التالية:

1.   إذا كانت الواو أوالياء عينًا للفعل شرط أن يكون الساكن قبل حرف العلّة صحيحًا، أو الفعل غير مضعفّ اللام ولا معتلّها، ولا مصوغًا للتعجّب....،

نحو: يَبِيعُ ويَجُوْلُ (أصلها: يَبْيِعُ ويَجْوُلُ).

2.   إذا كانت الواو أو الياء عينًا لمصدر على وزن إِفعَالٌ أو إِسْتِفْعالٌ،

 نحو: إِقامَةٌ (أصلها إِقْوامٌ)، فنقلت الواو والياء إلى الساكن الصحيح قبلها فصارت "إِقْوامٌ"، ثم قلبت الواو والياء ألفًا لمجانسة الفتحة (إقَاام)، ثم حذفت الألف وعوّض منها بتاء التأنيث فصار "إقَامَةٌ.

3.   إذا كانت الواو أو الياء عينًا لصيغة "مَفْعُولٌ" المشتقّة من الثلاثى الأجوف،

نحو: مَصُونٌ ومبِيْعٌ (أصلهما:مصووْنٌ ومَبْيُوعٌ).

4.   إذا كانت الواو أو الياء عينًا فى إسم يشبه المضارع فى وزنه دون زيادته،

نحو: مَقَامٌ (أصلها: مَقْوَمٌ).[6]

و يكون الإعلال بالتسكين..:

1.   فى الكلمة المنتهية بواو أو ياء غير مفتوحتين، وقبلهما حرف متحرل، نحر: يَدْعُو (أصلها: يَدْعُوُ) وَالنَّادِي (أصلها: النَّادِيُ).

2.   فى الكلمة التى عينها واو أو ياء متحرّكان، وقبلهما حرف صحيح ساكن، نحو: يَصُوْمُ (أصلها: يَصْوُمُ) ويَبِيْتُ (أصلها: يَبْيِتُ)[7]. 

·       قواعد الإسكان:

يتم اِسكان كل  من الواو والياء من حروف العلة عن طريقي: حذف الحركة او نقلها:

أ‌-                 الحذف :

يسكن كل من الواو والياء بحذف الضمة او الكسرة اذا كان ما قبلهما متحركا بضمة او كسرة.

نحو: يَغْزُو ويَرْمِي وَالغَازِي والرَامِي، اصلها: يَغْزُوُ، يَرْمِيُ، الغَازِوُ، والرَمِيُ.

ب‌-           النقل:

تنقل حركة كل من الواو والياء الى الساكن قبلهما مثل: يَقُومُ ويَبِيْعُ ومُقِيمٌ ومُبِيعٌ فان أصلها: يَقْوُمُ كيَنْصُرُ، ويَبْيِعُ كيَضْرِبُ، ومُقْوِمٌ كمُنْعِم ومُبْيِعٌ[8].

ت‌.  حذف حرف العلة للتخفيف أو للتلخص من إلتقاء الساكنين، مثل: يَعِدُ مضارعٌ وعدَ (أصلها يُوعد) فخذفت الواو تخفيفًا، ومثل المضارع الأمر (عد) والمصدر (عِدّةً)، ومثل لم يقمْ (أصلها لم يقْوم) فخذفا الواو للتلخيص من إلتقاء الساكنين، ويسمى هذا إعلال بالحذف.

ويكون بحذف أحد أحرف العلة (الف، واو، وياء) وما يلحق بها الهمزة، هو نوعان: قياسٌ وغير قياس.

·       أمّا الإعلال بحذف القياسي فنجده:

1.   فى مضارع الفعل الماضي المزيد بهمزة على وزن "أَفْعَلَ"، وكذلك فى إسم الفاعل، واسم مفعوله، والمصدر الميم، واسم المكان والزمان،

نحو: "يُكْرِمُ، مُكْرِمٌ، وَمُكْرَمٌ" (أصلها: يُؤَكْرِمُ، مُؤَكْرِمٌ، ومُؤَكْرَمٌ.

2.   فى اسم المفعول من الفعل الأجوف،نحو: مقوْلٌ ومَبِيْعٌ (أصلهما: مَقْوُولٌ وَمَبْيُوْعٌ).

3.   فى المضارع ذى الياء من الفعل الثلاثى، الواوي الفاء،  المفتوح العين فى الماضى، والمكسور العين فى المضارع، شرطٌ أن تكون ياؤه مفتوحة، نحو: يُرِيد (من وَرَدَ).

أما ما كان مفتوح العين فى الماضى والمضارع، فإن الحذف واجب نحو: يَضَعُ (من وَضَعَ).

·       وأما الإعلال بالحذف غير القياسي، فلا يجري على قاعدة معينة، ومنه حذف الياء، نحو: "دم" (أصلها: دَمْيٌ)، وحذف الواو، نحو: اسْمٌ (أصلها: سِمْوٌ)[9].

تعريف الإبدال :

أبدل الألف من أربعة أحرف : الواو والياء و الهمزة[10] و النون. فأمّا الواو و الياء: متى تحرّكتا و انفتح ما قبلهما أبدلتا ألفا، فى نحو: قام وباع و داع و رمى، و غيرها من المعتل العين و الام، إلّا فى صيد و عور، لأنّها بمعنى اصيدّ و اعورّ[11]، و كذلك فى : اجتوروا و اعتوروا، لأنّهما فى معنى تجاوروا و تعاوروا، و كذلك فى : أعوج و أعيل، لأنّهما أفعلا التفضيل. و أمّا قود فاللالتباس بقاد.

أما تعريف الإبدال هو وضع حرف مكان حرف أخر دون اشتراط أن يكون حرف علة أو غيره. و نحن نلفت إلى أنّ الإعلال يخضع فى معظمه للقياس، تضبطه قواعد مطردة، أما الإبدال فلا يخضع في أغلبه للقياس إنّما يحكمه السماع.

أحرفه و ضوابطه

يكون الإبدال بين أحرف تسعة يمكن استبدال أحدهما بالأخر. و هذه الأحرف هي : الهمزة، الواو، الياء، الألف، الهاء، الدال، التاء، الميم، الطاء. و لكل حرف شروطه لإبدال من سواه[12]

ونفصّل الانالحديثفيأهم التغييرات التي تطرأ على الاصواتالعربية على النحو الذى وضعه القدماء في الدرس الصرف.

قلب الواو والياء همزة

إذا وقعت الواو أو الياء فى مواضع معينة فإنها تقلّب همزة.

 مثل : 1- سماء = أصلها : سماو.     2- ببناء = أصلها : بناي.

قلب الهمزة واوا أو ياء

مثل :  1- هراوى = أصلها هراءا.    2- خطايا = أصلها : خطاءا .

قلب الألف ياء

مثل :  1- مصباح - مصابح = أصلها مصاب اح.

        2- سلطان – سلاطين = أصلها سلاط ان.

قلب الواو ياء

مثل :  1- الراضى = أصلها الراضو

قلب الألف واوا

مثلا، تريد تصغير كلمة (لاعب) فإنّها تصير لُوَيعِب.

قلب الياء واوا

مثل :  1- يوقن – موقن =  أصلها يُيْقن – مُيْقن.

        2- تقوى = أصلها تقيا.

قلب الواو والياء ألفا

مثل :  1- قال = أصلها قول.

        2- باع = أصلها بيع.

إبدال الواو والياء تاء

فتبدّل الواو و الياء تاء بالشروط التالية :

1-  أن تقعا فاء لفعل على وزن (افتعل) أو أحد مشتقاته كالمضارع والأمر واسم الفاعل.

2-  ألّا يكون أصلها همزة.

 وذلك مثل : وصف – يسر.

لو صغنا منهما وزن (افتعل) لصار : اوتصف – ايتسر، ثمّ تبدل الواو والياء تاء، ثمّ تدغم في تاء الإفعال فتصير : اتّصف – اتّسر.

و هكذا في المضارع     : يوتصف      = يتّصف.

: ييتسر = يتّسر.

و في الأمر                      : اوتصف      = اتّصف

                                : ايتسر = اتّسر

و في اسم الفاعل               : مو تّصف    = متّصف

                                : ميتسر        = متّسر                       

إبدال تاء الإفتعال طاء

هناك حروف فى العربة تسمى حروف الإطباق و هي (الصاد، الضاض, الطاء، الظاء). فإن كانت فاء الكلمة حرفا من حروف الإطباق، و كانت الكلمة مزيدة بتاء الافتعال، فإنّها تقلّب طاء، و ذلك مثل :

صبر : إذا زدناه تاء الافتعال قلنا اصتبر، ثمّ تقلّب التاء طاء لتصير : اصطبر.

ضرب  : اضطرب - اضطرب.

طرد    : اضطرد  - اططرد – اطّرد.

ظلم    : اظتلم    - اظطلم. و يمكن قلب الطاء ظاء و إدغامها فيما قبلها لتصير : اظّلم.

إبدال تاء الإفتعال دالا

        إذا كانت فاء الكلمة دالا، أو ذالا، أو زايا، و وقعت بعدها تاء الافتعال فإنّها تقلّب دالا : و ذلك مثل :

        دهر    : إذا أردنا أن نزيده تاء لقلنا :ادتحر، ثم تقلّب التاء دالا و تدغم فى الأولى لتصير : ادّحر.

        زجر    : ازتجر،ثمّ تقلّب التاء دالا. ازدجر

        ذكر    : اذتكر، ثمّ تقلّب التاء دالا : اذدخر، و يجوز فى الكلمة التى تبدل بدال أن تقلّب هذه الذال دالا ثمّ تدغم فى الدال الثانية لتصير : اذّ كر. و يجوز أيضا أن تبقى الذال الأؤلى و نقلّب الدال ذالا ثمّ تدغم لتصير : اذّكر. 

المراجع:

صلاح، د. شعبان. الإعلال والإبدال فى الكلمة العربية. كلية دارالعلوم-جامعة القهار.

 الأسم، راجي. 1993م.  المعجم المفصل فى علم الصرف. بيروت: دار الكتب العلمية 1993م.

ابراهيم، عبد العليم. تيسير الإعلال والإبدال. (عميد تفتيش اللغة العربية بو زارة التربية والتعليم سابقا). الناشر. مكتبة غريب.

الفضلي، الدكتور عبد الهادي. مختصر الصرف. دار القلم. بيروت لبنان (جميع حقوق الطبع محفوظة).

الراجحي، الدكتور عبده. س 1393ه .التطبيق الصرفي. دار النهضة العربية. بيروت.

سقال ، الدكتور ديزيره . س 1996 م. الصرف و علم الأصوات. دار الصداقة العربية. بيروت. الطبعة الأولى.

الجرجاني، عبد القاهر.  س1987 م.  المفتاح فى الصرف. دار الأمل. عمّان. الطبعة الأولى.

---

[1] . د. شعبان صلاح، الإعلال والإبدال فى الكلمة العربية، كلية دارالعلوم-جامعة القهار، ص: 5

[2] . راجي الأسم، المعجم المفصل فى علم الصرف، بيروت- دار الكتب العلمية 1993م، ص: 144

.عبد العليم ابراهيم، الإعلال والإبدال، الناشر، مكتبة غريب، ص:5.[3]

. الدكتور عبد الهادي الفضلي، مختصر الصرف، دار القلم، بيروت لبنان، ص: 107 [4]

. عبد العليم ابراهيم، الإعلال والإبدال، الناشر، مكتبة غريب، ص:5 [5]

. راجي الأسم، المعجم المفصل فى علم الصرف، بيروت- دار الكتب العلمية 1993م، ص: 147 [6]

. راجي الأسم، المعجم المفصل فى علم الصرف، بيروت- دار الكتب العلمية 1993م، ص: 145 [7]

. عبد العليم ابراهيم، الإعلال والإبدال، الناشر، مكتبة غريب، ص:5 [8]

. راجي الأسم، المعجم المفصل فى علم الصرف، بيروت- دار الكتب العلمية 1993م.[9]

[10]  في الأصل "و ألف" ، و الصواب ما أثبتناه. (انظر المتع 1/404 و ذكر فيه : النون الخفيفة بدلا من النون  المطلقة) و شرح المملوكي 217. و ثمة تشابه بين ما أورده ابن جنّى ففى الملوكى و بين ما أورده الجرجانى هنا.

[11]  صيد يصيد: يرفع رأسه كبرا ولا يلتفت يمينا و شمالا، مصدره: الصيد، و منه قال للملك: أصيد.

[12] وهناك بعض الحالات الشاذة التي لا يقاس عليها، و أكثرها من اللهجات و سنذكر بعضها لاحقا فى الهوامش