أ. المقدمة
وصف الله اللسان
العربي بالبيان وهذا الوصف يجعا مهمة الباحث فى الدراسات اللغوية مهمة شاقة غايتها
الوصول إلى معرفة ماهية البيان وأسباب تحققه ومقومات وجوده، والمتأمل فى جهود
علماء العربية قديما وحديثًا يجد أنهم عنوًا بالبيان العربى عناية خاصة وقدمُوا
فيه جليلة خلدها التاريخ كما يجد تباين وجهات نظر أولئك العلماء فى تقدير مصادر
البيان العرابي، فمن قائل بأن مصدار البيان هو فى الصوت العرابى وفى المفردات
العربية[1].
ويبدو لي أن النظام
الصوتي فى العربية له نصيب الأسد من بيتنها وذلك أنّ نظام الصوائت والصوامت قد
تميز فيها عن غيرها من اللغات مِمَّا يدل علىأن البيان العربى يرجع إلى هذين
النظامين أما بقية الأنظمة فإنها تقف مع الجانب الصوتي كعوامل مساعدة وروافد
أساسية لها من المكانة الشيئ الكثير ، لكن يظل النظام الصوتى له واجهة البيان
العرابي إذ هو التطبيق الفعلي للغة وبه تحدث المشافهة التي هي الأصل فى تعليم
اللغة العربية ودراستها.
ب. أشباه الصوائت
من المعروف تميز
الأصوات الصائتة بقوة الوضوح السمع، أو الجهورية. ومن المعروف أن الصوائت أكثر
جهورية من الصوامت، ومن المعروف أيضا أن أصوات الميم، والنون، والراء واللام أكثر
جهورية من بقية الصوامت، فهي تشبه الصوائت فى قوة الوضوح السمع/ٍ . Sonority .
ويتجلى هذالشبه فى خروج هواء هذا
الأصوات حرًا طليقًا-وذلك لخروج هواء اغل صوائت دون أن يصطدم -.
·
إلا
أن خروج هواء الصوائت يكون من وسط الفم
·
وخروج
هواء اللام يكون من جانب الفم.
·
وخروج
هواء الميم والنون من الأنف.
·
وخروج
هواء الراء يكون حرًّا تقريبًا بسب الاتصال والانفصال الدائمين،. وهو أكثر الصوامت
وضوحا سمعيا.
وربما أن هواء هذه
الأصوات لايخرج من وسط الفم، فإننا لانستطيع اعتبارها كالصوائت، ولأنها تمتاز من
بقية الصوامت بخاصة الوضوح السمع...
·
فهي
ليست صائتة تمامًا.
ج. دور الصوائت
الصائِت
قسيمُ الصامِت، وبينهما مِن الاختلاف في المخرَج والصِّفة، والوظيفة والدَّلالة،
وهو أقل عددًا من الصامت، ولكنَّ أهميته تُضاهي الصامِت؛ إذ ثبت أنَّ الصوائت
تتميَّز بخواص مشتركة، وهذه الخاصية لا نكاد نعثر عليها عندَ الصوامت، فقد يتَّفق
صامتان في المخرَج ويختلفان في صفةٍ ما، بينما الصوائِت يجمع بينهما العديدُ من
الخواص، فهي كلها متَّسِعة المخرَج، حيث يمرُّ الهواء دون عائق أو عارض يعترِضه؛
إذ يمرُّ الهواء حرًّا طليقًا، مما يُعطيها القوَّة التصويتيَّة، فهي أصواتٌ كلها
مجهورة يَتَذَبذب عندَ صدورها الوَتران الصَّوتيَّان، وتزداد كمية الهواء باتِّساع
المخرَج، فتكون أوضحَ في السمع مِن باقي الأصوات، وتقلُّ هذه الظاهرة وتزداد حسبَ
طبيعة الصائِت وكميَّته، كما يعرف عن الصائِت خروجه دون كُلفة ومشقَّة، يعتمد على
اللِّسان والشفتين في نُطقه، فيُعطيه مرونةً في النطق؛ فتخرُج الصوائت دون ضوضاء؛
لانتظام ذبذباتها، ممَّا يجعلها تساعِد على أن تكون أصواتًا غنائية، وفي الحقيقة
الصوائت خواصها متداخِلة فيما بينها.
ودور
الصائت مميَّز، فهو الَّذي يخرج الصامِت من سكونه، ويساعِد الصوامت على الاتِّصال
ببعضها البعض؛ لأنَّه يعدُّ القنطرة التي تربط الصوامتَ في السلسلة الكلاميَّة،
فمِن قواعد التلفُّظ في العربية: عدم الابتداء بالساكِن، ولا يُبتدأ بالصائِت،
ولكن الصامِت لا ينطق إلاَّ إذا كانت الدفعة والدفْقة من الصائت، ولولاه لكانتِ
الصوامت ساكنةً لا نفع فيها، فهو يمثِّل نواةَ المقطع، الذي يعتبر أصغرَ وحدة
صوتيَّة في الكلام، ولما كانتِ الصوائت ضرورةً في بناء السلسلة الكلاميَّة، أصبحت
أكثر شيوعًا ودورانًا في الكلام، فمنها كل الصيغ الصرفيَّة المختلفة، والوفْرة في
تعدُّد المعاني، فيَكفي لتغييرِ صائِت فيتغير المعنَى، فخواصها الصوتيَّة تساعدها
على البروز والدوران[3].
د.
تعريف الصائت :
الصوت الصائت, في الكلام الطبيعى، هو
الصوت، المجهور، الذي يحدث أثناء تكوينه أن يندفع هواء الزفير في مجرى مستمر خلال
الحلق والفم، وخلال الانف أحيانا، وذلك :
1. دون أن يكون ثمة عائق, اؤحاجز : أو
مانع، يعترض مجرى الهواء اعتراضا تاما. اي ان هواء الزفير المندفع من الرئتين الى
الفم يتخذ مجراء في ممر ليس فيه حواجز تعنرضه.
2. ودون ان يحدث اي تضييق لمجرى الهواء من
شأنه ان يحدث احتكاكا مسموعا.
فالاصوات
الصائتة , اذا, هي الاصوات الخالية من الضجيج. والصوائت كلها مجهورة غير مهموضة.
فهي تمر دون ان ينحبس النفس، مما يؤدي الى سهولة في نطقها وسهولة في انتقالها الى
السمع. بل هي اشد وضوحا في السمع من الاصوات الصامتة، واشد بروزا منها.
والصوائت
بطبيعتها المجهورة نتيجة تذبذب الوترين الصوتين اثناء النطق بها، تختلف بعضها عن
بعض بعملية الرنين، لان الممر يكون صندوقا رنانا, يغير من طبيعة الصوت الناتج عن
ذبذبة الوترين الصوتين. فأشكال هذا الممر, اذا تسبب ظهور الصوائت المتمايزة.
مخططات
للجهاز الصوتي اثناء نطق الصوائت المختلفة
معيار التمايز :
اما
معيار التمايز بينها فيتم حسب عوامل عدة, منها :
1. موضع النطق , ووضعه
2. درجة انفتاح الالة المصؤته
3. عمل بعض مجهرات الصوت او مكبراته
4. شدة توتر الاعضاء الناطقة
سبب
استعمالنا مصطلح ( الصائت ) :
س: الاحظنا, يا دكتور، انك استعملت مصطلح (
الصائت ) وجمعه
(الصوائت)
مقابل المصلح الاجنبي الفرنسي، الانكليزي، وانك اعرضت عن المصطلحات المحدثين
واستعمالهم. فلماذا؟
ج: احسنت .. لقد استعملت مصطلح ( الصائت )
وجمعه (الصوائت )
مقابل
المصطلح الفرنسي, والمصطلح الانكليزي, وقد يرد, عندي ايضا, بالمعني نفسه, والمصوت,
وجمعه ( المصوتات ) جربا على استعمال علماء الاصوات العرب القدامى, مثل ابن جنبي.
واعلم انه لا فرق بين ( مصوت ) و (صائت ) الفعل المجرد ( صات ).
وقد
فضلت استعمال ( الصائت ) او ( المصوت ) واعرضت عن مصطلحات المحدثين, مثل ( صوت
اللين ) و ( الحركات ), و ( العلة ), و ( الطليق ), لانه لا يوجد سبب بدعونا الى
النخلي عن مصطلحات اجدادنا المستقرة, ولا شيئ ايضا يدعونا الى الاخذ بمصطلحات
المحدثين غير المستقرة, والتي توقع, اذا استعملت في ليس شديد, لان المحدثين لم
يتفقوا على الاخذ بواحد منها, ولان هذه المصطلحات قد تعني, في الاستعمال العربي,
حقولا اخري. فتشابك المصطلحات, ونتداخل حقولها مما يؤدي الى الاضطراب والفوضى[4].
ه.
الاختتام
نستنبط
ونستخلص من هذا البيان القصير أن الصوائت أكثر جهورية من الصوامت، ودور الصائت
مميَّز، فهو الَّذي يخرج الصامِت من سكونه، ويساعِد الصوامت على الاتِّصال ببعضها
البعض؛
وأما
التعريف من الصوائت هو الصوت، المجهور، الذي يحدث أثناء تكوينه أن يندفع هواء
الزفير في مجرى مستمر خلال الحلق والفم، وخلال الانف أحيانا
المراجع:
v المقالة: الأستاذ المساعد بقسم اللغة
العربية بكلية الأداب والعلوم الإنسانية لجامعة الملك عبد العزيز( فى مقالة دور
الصوائت/ لدكتور مطير بن حسين الملكى.
v الدكتور عصام بنور الدين (فى علم
الأصوات اللغوية الفونيتيكا(
[1] . الأستاذ المساعد بقسم اللغة العربية بكلية الأداب والعلوم
الإنسانية لجامعة الملك عبد العزيز( فى مقالة دور الصوائت/ لدكتور مطير بن حسين
الملكى.
Tidak ada komentar:
Posting Komentar