Jumat, 27 November 2015

عقيدة التوحيد عند القشيري


    القشيري شخصية هامة من شخصيات التصوف الإسلامي في القرن الخامس، وترجع أهميته([1])إلى ما كتب عن التصوف والصوفية في القرنين الثالث والرابع من ذوي الاتجاه السني، فحفظ بذلك أقوالهم وتراثهم في التصوف من ناحيتيه: النظرية، والعملية
وكان القشيري صوفياًسنيا حاول المحافظة على أصالة التوحيد. ويوحد الله فى مذبه الصوفى ويرفض المذاهب المخالفة بعقيدة توحيد الله وأصالة ذاته وصفاته.

    وكان معنى التوحيد عند القشيري أن يوحد العبد الله تعالى بطريقة خاصة، ولذلك قسم القشيري التوحيد إلى ثلاثة، وهي:
الأول: توحيد الحق للحق, وهو علمه بأنه واحد وخبره عنه بأنه واحد.
الثاني: توحيد الحق سبحانه للخلق، وهو حكمه سبحانه تعالى بأن العبد موحِّد، وخلقه توحيد العبد.
الثالث: توحيد الخلق للحق سبحانه، وهو علم العبد بأن الله عزّ وجلّ واحد وحكمه وإخباره عنه بأنه واحد.
    وقال بعض الصوفية فى معنى واحد يعنى : "نفي التقسيم لذاته، ونفي التشبيه عن حقه وصفاته، ونفي الشريك معه فى أفعاله ومصنوعاته".[1]
    وإن فكرة التوحيد التى استعرضها القشيري بكل الوضوح يمكن بحثها فى ارائه عن المحبة والمعرفة والشوق والإخلاص والعبودية وغيرها، وفى الوقت نفسه كانت هذه الفكرة عبارة عن مذهبه الصوفي.
وبصة خاصة أوضح القشيري هذه الصفات الإلهية من وجهة نضر التصوف مخالفة من نظر المتكلمين والفلاسفة عن طريق كتابه القيم" تخبير فى التذكير".  ويرجع هذا الاختلاف إلى اختلاف استعمال الطريقة.
الأول: اسم الذات هو الله، وهذ الإسم الذاتي لا أحد يمكن أن يسمى بهذا الاسم. ويشمل هذالاسم معنى التعليق الذى لايمكن تحقيقه فى الأخلاق او العمل.
الثانى: صفات الذات كالبقاء والعالم والقادر وغيرها ز ولا يجوز للإنسان  أن يتصف بهذا الصفات:
الثالث: صفات الأفعال  كالوهاب (الوهاب). وفى هذه الصفة  يرجى للإنسان أن يحققها فى أعماله اليومية, وهذا هو الفرق الشاسع بين  الصوفي والمتكلم والفيلسوف فى بحث الصفات الإهية، حيث أن المتكلم يجعله كالعلم، ولصوفي يبحثها لتحقيقها فى أعماله اليومية.[2]
    وأضاف فى بيانه بأن هذه الصفات  لها دلالة نسبيه، حيث أن الله فى بعض الأحايين يتصف بصفة متلقة واحدة فأكثر التى يستحيل للإنسان  ان يتصف بها، وفي مناسبة أخرى اتصف الإنسان بهذه الصفة ولكن لها دلالة حادثة، تعالى الله عن ذلك.
    وفرّق القشيري بين الصفات الإلهية التي لها المساواة أي وجه الاتفاق بين الواحدة والأخرى كالمعطى والوهاب، والعفو والغفور، والحاست والكافي.
    وأكد القشيري فى فهم الصفات الإلهية لتحقيقها فى العمل، وليس للتلفيظ والجدل فقط، ورفض رفضا قاطعا رأي أهل البدع فى الصفة الإلهية فقال: "إن الصفات الإلهية القديمة لايجوز أن بقوم بالذات الحادثة والصفات الحادثة لايجوز أن تقوم بالذات القديمة".
    من اعتقد بعكس العبارة السابقة فإنه قد خرج من الدين الحق، بل أضلُّ من الديانة المسيحية التي قالت بأن الصفات الإلهية القديمة اتحدت بذات عيسى الحادثة. وهذا البدعة اعتقدها اصحاب مذهب الحلول . حيث أنهم اعتقدوا بأن ذات الله الحقة يمكن أن تتحد بذات الإنساين الحادثة.[3]
     وفى هذه المناسبة اقتسب القشيرى فكرة التوحيد للجند حيث قال: وسئل الجند عن التوحيد فقال: "إفراد الموحِّد بتحقيق واحدنيته بكمال أحديته أنه الواحد لم يلد ولم يولد، بنفي الأضداد والأنداد والأشباه بلا تشبيه ولا تكييف ولا تصوير ولا تمثيل"، "وليس كمثله شيئ وهو السميع البصير".[4]
    إن قيمة التوحيد أحد عند القشيرى تتمثل فى الإخلاص، والإخلاص هو أن يوحّد الحق وطاعة الحق بالقصد، بتنفيذ أوامره وترك نواهيه لأجل التقرب إلى الله بدون أن يرجو شيئا اخر كما يرجو من مخلوقه ، وطلب المدح من غيره أو كل مالا يقرب الناس إلى الله وحده.[5]
    كثير من الصوفية سقطوا فى المذاهب المخالفة بالتوحيد. ومنها مفهوم الفناء، وأوضح التفتازاني في كتابه "المدخل إلى التصوف الإسلامى" حيث أن قسم الصوفية فى فهم الفناء إلى الفرقتين، الأولى: الفرقة التى التزمت بالشريعة ولا تخرج من التوحيد، وهي تذهب إلى مفهوم البقاء التى قررت الثنوية بين الله والعالم. والثانى: الفرقة التى تذهب إلى مذهب وحدة الوجود، والاتحاد والحلول، وهي تذهب إلى تساوى بين الله والإنسان وبين الله والعالم، وفى هذه الحالة ذهب القشيرى إلى الفرقة الأولى التى لا تخرج من التوحيد .
    وعند القشيرى أن الفناء هو حالة الأذهان، وضرب المثال عندما دخول الإنسان قصو المالك الحاكم، وأنه لايعي وعيًا تاما عن نفسه، بأن الجالس فى كرسيه هو المالك بكل هيبته العالية. وعندما خرج منه سئل عما حدث فيه، فهو لايجيب شيئًا وتخيّل مارأه. وهذه الحالة تسمى بالفناء كماحكى القران فى قصة نسوة المملكة حين قطعن أيديهن بدون قصد بعد أن نظرن إلى جمال وجه يوسوف عليه السلام. وهذه الحالة عندما التقى المخلوق بغيره.

وقسم القشيري الفناء إلى الثلاثة:
1. الفناء فى الصفة وفى نفسه.
2. الفنا فى صفات الحق بنظر الحق.
3. الفناء فى فناء نفسه والدخول فى فناء الحق.
    وقد حذر الطوسى هؤلاء الصوفية من إنحرافهم الفناء الثالث من التوحيد السليم فى كتابه القيم "اللمع". وخرج بعض الصوفية فعلا من هذا التوحيد، وذلك لأنهم اعتبرواأن غرض الفناء هنا الفناء هنا الفناء البشري حيث ان الصوفي يمكن أن يدخل الصفات الإلهية، يملك الصفات الإلهية إلى جانب الصفات الإنسانية، ونتيجة ذلك وقع فى مذهب الحلول والاتحاد ووحدة الوجود، حيث أنه لايقدر أن يفرق بين الإنسان والله وبين الله والعالم. والحق عندالطوسي أن الله لايحلُّ (يتحيز) فى القلب، بل الذي يتحيز في القلب هو الإيمان بالله، وعقيدة التوحيد ومعرفة الله.[6]
ومن أرفع الدرجة التي حصل عليها الصوفى هي المعرفة يعنى الصفات أوالحالة التي وهبها الله الصوفى، بمعرفة أسماء الله وصفاته بطريق عمله، حتى فُنيتْ منه الأخلاق المذمومة وجميع الشيئات.[7]
    وأكد القشيري مرة ثانية أن المعرفة يمكن حصولها بمجاهدة النفس. ولذلك كان من أول وهلة سلك القشيري طريق التصوف وقام بالرياضة والمجاهدة، وتذوّق الحب الأرفع حتى وصل إلى الفناء فى الله، ورأى أن التوحيد عنده الغاية القصوا فى التصوف.

المراجع
أمل فتح الله زركشى، عقيدة التوحيد، جامعة دارالسلام للطباعة، كونتور 2008

      




[1] . القشيرى، (الإمام عبد القاسم عبدالكريم) الرسالة القشيرة، ج-2، دارالكتب الحديثة، القاهرة، 1974، ص،582-583
[2] . إبراهيم بسونى ، الإيمام القشيرى: شيرته وأثره ومذهبه فى التصوف، مجمع البحوث الإسلامية، القاهرة، 1972، ص69
[3] . نفس المصدر، ص، 73.
[4] . القشيرى، المصدر السابق، ص، 581.
[5] . نفس المصدر،ص ،443.
[6] الطوسى، (أبو ناصر السراج)، اللمع، تحقيق عبد الحليم محمود، دار الكتب الحديثة، مصر، 1960، ص522و 542.

Tidak ada komentar:

Posting Komentar

Pemaknaan Kebengkokan Wanita sebagaimana Tulang Rusuk

Terkadang kita selalu mendengar, ada istilah bahwa “wanita itu bengkok” seperti tulang rusuk. Tentu mungkin ada yang bertanya-tanya maksud...