أ. المقدمة
اللغة هي
وسيلة من وسائل الاتصال بين الناس وفي كل لغة تحمل مفرده مفهوم يسمى (مدلول) واللغة
العربية كسائر اللغات، مفرداتها تتكون من (دال-مدلول) أو بعبارة القدماء
(لفظ-معنى) فالكلمة (شجرة
) (الدال) فيها هو هذه الحروف ذات الأصوات المحدده إذا سمعناها وذات الرسم المعين
إن قرأناها ولكن معناها في أذهاننا اتفقنا عليه ويسمى المعنى أو المدلول ولا يتغير
المدلول من لغة إلى أخرى وإنما يتغير اللفظ فنفس المفهوم ينتقل إلى الذي يعرف
اللغة الإنجليزية عند سماع الصوت ( tree) تو رؤية الرسم السابق وهكذا سائر اللغات.
للمعني نوعان، اولا: المعنى بنسبة
لحقيقته، نوعان هما: 1. المعنى الحقيقى- مثل: القمر.
2. والمعنى المجازى- مثل: أنْتِ قَمَرٌ فِى
قَلْبِى و أَنْتَ أَسَدٌ.
وثانيا: المعني بنسبة لتوسيعه، نوعان هما: 1.
الألفاظ المشتركة (رَأَيْتُ عَيْنًا بِالدَّارِ)، 2. الصيغ المشتركة (حَكِيْمٌ:
فَعِيْلٌ).
ب. معنى المجاز
المجاز من الفعل (جاز-يجوز) أي عبر وانتقل، والمجاز تعني
العبور والانتقال.
وفى
اصطلاح البلاغيين: هو اللفظ المستعمل فى غير ما وضع له فى اصطلاح التخاطب لعلاقة
وقرينة. (العربية خصائصها وسماتها ص.334)
فالعلاقة إذا كانت المشابهة سمي اللفظ
استعارة مثل: رَاَيْتُ أَسَدًا يتكلَّمُ، وإن كانت غيرها كان اللفظ مجازا مرسلا
مثل قوله تعالى: "وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا". وهذا إذا كانت
القرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلى فإن كانت غير مانعة سمي اللفظ كناية مثل:
مُحَمّدٌ فِى ثَوْبِهِ المجد وَكَثِيْرُ الرَّمَاد [1]،
ومن
هذا نعرف أن المجاز ينقسم إلى ثلاثة أقسام، فهو:
1. مجاز مرسل: هو إن كانت العلاقة
المشابهة.
2. استعارة: إن كانت العلاقة المشابهة.
وفى
كليهما تكون القرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقى.
- ومما تجدر الإشارة إليه أن للمجاز
المرسل علاقات كثيرة كالسببية فى قولهم (رعينا الغيث) فالمراد النبات، وعبر بالغيث
لكونه سبباً له.
ج.
وللكناية لها أقسام:
اولًا:
كناية عن صفة، كقوله تعالى (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُوْلَةْ إِلَى عُنُقِكَ
وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ) كناية عن البخل والإسراف.
ثانيًا:
كناية عن موصوف، كقوله تعالى (وَحَمَلْنَاهُ على ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ)، كناية
عن السفينة.
ثالثًا:
كناية عن نسبةٍ، كقوله تعالىى (أَنْ تَقُوْلَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا
فَرَّطْتُ فِى جَنْبِ اللّهِ) كناية عن التفريط فى حقه[3].
وللمجاز أمارات يعرف
بها منها:
1. النقل عن أئمة اللغة، بأن استِعمال
اللفظ فى هذا المعنى حقيقة، وفى ذلك مجاز لأن الظاهر أنّهم لم يقولوا ذلك عن ثقة،
وهذا- كما ورد عنهم- فى إستعمال (أَسَدٌ) للحيوان المفترس- على سبيل الحقيقة-
وللرجل الشجاع على سبيل المجاز.
2. وجود القرينة التى تبين أن المراد خلاف
المعنى الحقيقى، فقولك: رأيْتُ أَسَدًا يتكلّمُ يفهم منه أن المراد الرجل السجاع
بدليل (يتكلم) فينصرف الذهن إلى المعنى الحقيقى وهو الحيوان المفترس.
3. اطلاق اللفظى على ما يستحيل تعليقه به،
كقولهم: استوى فلان على متن الطريق ولامتن لها، وقامت الحرب على ساق ولا ساق لها،
ونحو ذلك.
وإذا
غلب استعمال اللفظ فى غير ماوضع له على طريق المجاز المرسل أو الاستعارة أو
الكناية بحيث أصبح الذهن لا ينصرف إلا إليه عند إطلاقه سمي هذا اللفظ منقولًا
ويعرف عند البلاغيين بالمجاز الراجح[4].
المرجع:
v حامد هلال،
دكتور عبد الغفار. العربية خصائصها وسماتها، (أستاذ ورئيس قسم أصول اللغة عميد
كلية اللغة العربية جامعة الأزهر القاهرة)
Tidak ada komentar:
Posting Komentar